رفح الآن- وكالات
اتّخذت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قراراً يقضي بفرض إجازة استثنائية من دون راتب على موظفيها الذين يعملون عن بُعد والذين غادروا قطاع غزة في خلال فترة حر..ب الإبا..دة الجماعة التي شنّها الاحتلا..ل الإسرائيلي على مدى 15 شهراً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأظهرت رسالة داخلية، بُعثت باللغتَين العربية والإنجليزية ، أنّ القرار الصادر عن المفوض العام لوكالة أونروا فلييب لازاريني يشمل موظّفي الوكالة، على رأسهم العاملون في مجال التعليم، ابتداءً من 28 فبراير/ شباط الجاري.
وقد تضمّنت الرسالة تبريراً يوضح أنّ القرار يرتبط بالأزمة المالية المستمرّة التي تعاني منها وكالة أونروا والانعكاس السلبي لنقص التمويل على البرامج التي تنفّذها.
وبموجب القرار الصادر، سوف يُمنَح موظفو وكالة أونروا الموجودون في خارج قطاع غزة إجازة استثنائية من دون راتب، مع الإبقاء على الموظفين الذين يعملون في الوظائف الحرجة المنقذة للحياة أو التشغيلية.
وتفيد مصادر فلسطينية بأنّ نحو 750 موظفاً من عديد وكالة أونروا غادروا قطاع غزة في خلال الحر..ب الإسرائيلية المدّمرة عليه، ولم يتمكّنوا بمعظمهم من العودة إليه حتى الآن، بفعل عدم تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر في كلا الاتجاهين، مثلما كانت الحال قبل احتلا..له في مايو/ أيار 2024، عند اجتياح رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع.
وقد رفض المؤتمر العام لاتحادات العاملين في وكالة أونروا قرار المفوّض العام القاضي بفرض إجازة استثنائية من دون راتب ووقف صرف رواتب في ظلّ الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية. وأصدر بياناً شدّد فيه على أنّه “يرفض بشكل قاطع إعادة تفعيل الإجازة الاستثنائية، هذا القرار الظالم الذي يضرب الأمن الوظيفي للموظفين ويقوّض استقرارهم في وقت هم في أمسّ الحاجة إلى الطمأنينة والدعم”، مضيفاً أنّ “اتّخاذ مثل هذه القرارات يُعدّ تجاوزاً غير مقبول ويزيد من حالة التوتر والإحباط بين الموظفين الذين يشكّلون العمود الفقري لوكالة أونروا”. وتابع المؤتمر أنّ “الاتحادات تقف إلى جانب الإدارة (إدارة أونروا) في الدفاع عن الوكالة وحمايتها من أيّ محاولة للمساس بها أو تصفيتها، وندرك تماماً حجم الضغوط السياسية والمالية المفروضة على أونروا، وندعو إلى تضافر الجهود لحماية هذه المؤسسة التي تشكّل شريان الحياة لملايين اللاجئين (الفلسطينيين)”.
وأوضح المؤتمر العام لاتحادات العاملين في وكالة أونروا، في بيانه، أنّ الموظفين اضطرّوا إلى النزوح من قطاع غزة إلى مصر للنجاة بحياتهم، ووضعهم في إجازة استثنائية من دون راتب “إجراء غير مبرّر ولا يتماشى مع القيم الإنسانية التي قامت عليها أونروا”. وأكد المؤتمر مطالبة اتحادات الموظفين في قطاع غزة بـ”ضرورة قيام إدارة أونروا بتسهيل عودة هؤلاء الموظفين إلى وطنهم ليكونوا جزءاً من عملية إعادة الإعمار والمساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة”. ودعا الإدارة العليا للوكالة الأممية إلى مراجعة القرارات التي وصفها بأنّها “مجحفة” والتراجع عنها فوراً، وفتح حوار جاد وحقيقي مع ممثلي الموظفين للتوصّل إلى حلول عادلة تضمن الحفاظ على الوكالة واستقرارها من دون المساس بحقوق العاملين فيها.