صحيفة امريكية تكشف خطة اسرائيل الجديدة في قطاع غزة

Yasmin Mohammed4 أبريل 2025آخر تحديث :
IMG
IMG

رفح الآن-وكالات

تشهد الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تحولًا كبيرًا تحت قيادة رئيس الأركان الجديد، إيال زمير، الذي يتبنّى نهجًا أكثر تصعيدًا في الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا في غزة, على عكس القادة السابقين الذين ركّزوا على الضربات الدقيقة والاستفادة من القدرات التكنولوجية.

زمير يدفع نحو هجوم بري واسع النطاق، يهدف إلى تحرير الرهائن وإجبار حركة الاخضر على الاستسلام، من خلال  السيطرة  على أراضٍ داخل القطاع والسيطرة عليها ميدانيًا.

 

يمثل هذا التحول انعكاسًا لحالة الإحباط من العمليات السابقة التي لم تؤدِّ إلى سيطرة دائمة، مما سمح للاخضر بإعادة تجميع صفوفها بعد كل جولة قتال.

فعقب اتفاق وقف إطلاق النار في يناير، عادت الحركة إلى الظهور بشكل علني ونفّذت عروضًا استعراضية لإثبات وجودها وسيطرتها على الأرض.

 

 

استراتيجية زمير تعكس توجّهًا أكثر تقليدية في العمل العسكري، مستلهمًا من خلفيته كقائد دبابات، حيث يمنح الأولوية للسيطرة الميدانية المباشرة بدلًا من الاعتماد على الضربات عن بُعد. ويقال إن هذه المقاربة تعبّر عن ثقافة جديدة يسعى زمير لغرسها داخل الجيش الإسرائيلي، تختلف عن الثقافة التي سادت في السنوات الأخيرة، والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات النخبة والقدرات التكنولوجية.

 

لكن هذا التحول يحمل في طياته مخاطر كبيرة: إذ قد يؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا، ويعرّض إسرائيل لمزيد من الانتقادات الدولية، غير أن القيادة السياسية والعسكرية الحالية ترى أن الضغط العسكري المتواصل فقط هو السبيل الوحيد لتفكيك بنية  الاخضر.

 

يرغب زمير في القضاء على  الاخضر بشكل حاسم من خلال هجوم بري واسع النطاق يمتد لأشهر، قبل التوصل إلى أي حل سياسي يتعلق بقطاع غزة، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على توجهاته.

 

وفي تحول كبير في السياسة، بات مستعدًا لنشر عدد كافٍ من القوات للسيطرة على القطاع إلى أجل غير مسمى، والسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية — وهو أمر تجنّبته إسرائيل حتى الآن.

 

وقال يهود يعاري، الزميل في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” والذي تعاون مع زمير في إعداد ورقة بحثية ضمن المعهد:

 

“رئيس الأركان الجديد ينتمي إلى ثقافة عسكرية مختلفة عن أسلافه من رؤساء الأركان. إنها ثقافة تعتمد على الانتشار المكثف للقوات”.

 

يُعد زمير أول رئيس أركان إسرائيلي “تشكّل داخل دبابة” فهو طويل القامة، ذو بنية عضلية ورأس محلوق. وقد عبّر عن انزعاجه من اعتماد إسرائيل المفرط على التكنولوجيا مقابل نقص في الأقدام على الأرض.

 

وفي كثير من الجوانب، يُجسد زمير الجدل العالمي الأوسع حول كيفية خوض الحروب وتحقيق النصر فيها. فقد لعبت التكنولوجيا الحديثة دورًا محوريًا في الحرب في أوكرانيا، حيث استخدمت كييف طائرات مسيرة زهيدة التكلفة لتحييد جزء من القوة العسكرية الروسية.

 

لكن، في نهاية المطاف، خسرت أوكرانيا معارك رئيسية لأن موسكو نشرت آلاف الجنود ضمن حرب تقليدية، مما أظهر أن “الأقدام على الأرض” لا تزال ضرورية للسيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها.

 

أطلق بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين على قادة أركان الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لقب “سلالة المظليين”، واعتبروا أن ثقتهم الزائدة بأنفسهم نتيجة انتمائهم للوحدات النخبوية، إضافة إلى تركيزهم المفرط على الهجوم، كانت من العوامل التي أسهمت في الفشل الدفاعي الذي وقع في 7 أكتوبر 2023.

 

اللواء المتقاعد غيرشون هكوهين، القائد السابق للواء السابع – وهو أول تشكيل مدرع في الجيش الإسرائيلي ويُعد من أكثرها مكانة – يرى أن التركيز على قادة المظليين يكشف عن مشكلة أعمق تتعلق بالطبقية في المجتمع الإسرائيلي، والذي، بحسب رأيه، بات مهووساً بإنجازات قلة من الأشخاص الاستثنائيين، مثل رواد الأعمال البارزين في قطاع التكنولوجيا.

 

وتساءل هكوهين: “وماذا عن الآخرين؟ ماذا يمكنهم أن يفعلوا في حياتهم؟”

 

أحد القرارات الأولى التي اتخذها زامير، بعد تعيينه رئيساً لأركان الجيش الشهر الماضي، كان تشكيل لواء مدرعات جديد. كما قام بترقية ضباط يمتلكون خبرة في قيادة وحدات المشاة إلى مناصب عليا في القيادة العسكرية.

 

ورغم أن العام بدأ باتفاق لوقف إطلاق النار أدى إلى تهدئة مؤقتة دامت شهرين، ووعد بمحادثات تهدف إلى وقف دائم، إلا أن زامير حذّر، مع توليه المنصب في أوائل مارس، من أن عام 2025 سيكون عاماً للحرب.

 

ومنذ ذلك الحين، بدأ الجيش الإسرائيلي في نشر قواته داخل قطاع غزة بهدف تطهير مناطق من مقاتلي  الاخضر والسيطرة عليها بشكل دائم.

 

وقال زامير خلال زيارة له إلى غزة هذا الأسبوع: “سوف يستمر هذا الأمر بوتيرة مدروسة وحازمة”.

 

تجدر الإشارة إلى أن زامير أمضى معظم حياته في الجيش، حيث غادر منزله في مدينة إيلات الساحلية جنوبي إسرائيل عندما كان في الرابعة عشرة من عمره للالتحاق بمدرسة عسكرية داخلية في تل أبيب.

 

في الصباح، كان الطلاب يستقلّون الحافلة إلى مدرسة عادية لتلقي الدروس الأكاديمية، قبل أن يعودوا إلى الأكاديمية لدراسة التاريخ العسكري وتكتيكات الحروب، بحسب ما ذكرته شارون جوفرين، صديقة الطفولة من مدينة إيلات، التي التحقت بالأكاديمية مع زامير.

 

تعلّم الطلاب فنون الملاحة، وأطلقوا الذخيرة الحية، وقفزوا بالمظلات من الطائرات. وخلال الإجازات، كانوا ينضمون إلى وحدات المشاة النظامية للمشاركة في التدريبات الميدانية.

 

وقال أصدقاء إن زامير كان يتعامل مع هذا التدريب بجدية تامة، كما لو كان جنديًا مخضرمًا. وعند تخرّجه في عام 1984، تنبّأ أحد المدرّسين في الكتاب السنوي للطلاب بأنه سيصبح “رئيس أركان على أقل تقدير”، وفقًا لما ورد في صفحة الخريجين الخاصة بالأكاديمية.

 

في ذلك الوقت، كان معظم طلاب الأكاديمية يطمحون للانضمام إلى وحدات المظليين أو القوات الخاصة، كما ذكرت جوفرين. فقد خدم نتنياهو نفسه في وحدة كوماندوز، وأصبح شقيقه رمزًا وطنيًا بعد أن قُتل أثناء قيادته عملية إنقاذ الرهائن في عنتيبي، أوغندا عام 1976.

 

لكن زامير، كما أوضحت جوفرين، نشأ وهو يُعجب بقادة الدبابات الصلبين الذين تمكّنوا، رغم كل الصعاب، من صدّ الجيوش السورية والمصرية في حرب عام 1973 بين العرب وإسرائيل.

 

وقالت جوفرين: “كان إيال يعتقد أنه إذا أردت أن تكون ضابطًا جيدًا في الجيش الكبير، فعليك أن تبدأ في الوحدات النظامية، لا في نوعٍ من وحدات الكوماندوز”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
موافق