رفح الآن-وكالات
في إطار جهودها المتواصلة لتهدئة الأوضاع في غزة، تقدمت مصر بمقترح جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والاخضر وذلك بعد فشل المقترحات السابقة.
وذكر مصدر مصري مطلع لصحيفة “الشرق الاوسط” السعودية، أن المقترح المصري الجديد يتضمن إطلاق 8 محتجزين إسرائيليين أحياء من قطاع غزة مقابل هدنة تمتد بين 40 إلى 70 يوماً.
وأوضح المصدر أن هذا التعديل جاء لتلبية مطالب كلا الطرفين؛ إذ كانت الاخضر في البداية تطالب بإطلاق محتجزيين فقط مقابل هدنة مدتها 50 يوماً، بينما كانت إسرائيل تطالب بإطلاق نصف المحتجزين دفعة واحدة.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة “العربي الجديد” القطرية أن وفداً من مسؤولي الاخضر من المقرر أن يصل إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، وبحث أمور أخرى، منها جهود التوسط في وقف التصعيد.
في هذه الأثناء، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء اليوم في واشنطن، مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وكانت مصر قد طرحت سابقاً مقترحاً لإطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين مقابل هدنة لمدة 50 يوماً، إلا أن هذا المقترح لاقى قبولا من الاخضر ولكن لم يحظ بموافقة إسرائيل التي طالبت بإطلاق عدد أكبر من المحتجزين دفعة واحدة.
كما أضاف المصدر أن التعديل الجديد يشمل ضمانات للاخضر بعدم خرق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، حيث يتم الإفراج عن الأسرى على مراحل يومية، بحيث يتم تسليم محتجز كل يوم حتى اكتمال العدد المتفق عليه.
كما يتضمن الاتفاق وقف القصف الإسرائيلي بشكل متزامن مع أول عملية تسليم للمحتجزين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفي الوقت نفسه، سيتم تجديد المفاوضات بشأن المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق.
وذكر المصدر أن الرد النهائي من حماس على هذا المقترح لم يصل بعد، في حين تدرس إسرائيل المقترح المعدل على أن يتم الرد عليه بعد اللقاء المنتظر بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن يوم الاثنين.
وفي إسرائيل، قدروا أنه إذا وافقت حماس على المقترح المصري الجديد، فمن المتوقع أن تواجه تل أبيب معضلة، لأن ذلك سوف ينطوي على زيادة عدد المحتجزين كما طالبت إسرائيل في البداية، ولكن ليس العدد الذي حدده المبعوث الأمريكي ويتكوف في مقترحه الذي رفضته الأخضر.
ويعزز وجود ويتكوف، مبعوث ترامب والمسؤول عن الملف الأميركي في قضية المحتجزين ، التقييم بأن قضية إطلاق سراح المحتجزين من المتوقع أن تكون أيضا في صميم اللقاء مع ترامب الليلة.
وقدرت مصادر إسرائيلية أمس أن انخراط ويتكوف، الذي يعتبر شخصية بارزة في المفاوضات مع الاخضر، يشير إلى جهد منسق للضغط على الوسيطين- قطر ومصر- عبر واشنطن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الولايات المتحدة رغم دعمها للجيش الإسرائيلي في تجديد القتال وزيادة الضغط العسكري على الاخضر، إلا أن هذا الدعم ليس غير محدود، خاصة مع تصاعد أعداد الضحايا في القطاع، مما يضع ضغطا متزايدا على إسرائيل من المجتمع الدولي.
وأضافت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبنى خطة أكبر تهدف إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، ويعتبر الوصول إلى حل في غزة جزءا أساسيا من هذه الخطة، ولتحقيق ذلك، يحتاج ترامب إلى هدنة في غزة وحلا لقضية الأسرى، خاصة مع اقتراب زيارته المرتقبة إلى الرياض في الشهر المقبل.
وفي هذا السياق، ترى القيادة السياسية في إسرائيل أن التدخل المباشر من الولايات المتحدة، خاصة من قبل المبعوث الأمريكي الخاص جوناثان ويتكوف، يعد أداة حاسمة لزيادة الضغط على الاخضر وتسريع التقدم نحو اتفاق.
ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو، من ترامب استخدام نفوذه على الحلفاء الإقليميين، بالإضافة إلى إظهار دعم أمريكي قوي للمواقف الإسرائيلية، بهدف التأكيد على أنه لا يوجد تباين في المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حتى لا يخطئ الاخضر في حساباته.
وفي تطور آخر، صرح مصدر إسرائيلي مساء أمس أن هناك بعض التقدم في المفاوضات مع الاخضر، مشيرا إلى أن الضغط العسكري بدأ يؤتي ثماره.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تبذل جهودا كبيرة للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين، مع عدم استبعاد حدوث أي تقدم قبل حلول عيد الفصح، إلا أنه لا يوجد ضمانات مؤكدة.