رفح الآن-وكالات
أكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، أن طواقم الدفاع المدني أصبحت هدفًا مباشرًا للاحتلا..ل الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن استهدافهم لم يعد أمرًا جديدًا، بل بات واقعًا متكررًا في الحر..ب الجارية.
وقال بصل “للرسالة نت” إن “عدد شهدا..ء الدفاع المدني وصل إلى 111 ش.هيدً. ، قتل.هم الاحتلا..ل مباشرة لا لشيء إلا لأنهم كانوا يقدمون خدمات إنسانية للمواطنين”، مضيفًا أن آخر تلك الجرائ..م كانت في منطقة رفح.
وأشار إلى أن هذا النوع من الاستهدافات يترك أثرًا نفسيًا عميقًا، لكن رغم ذلك، الطواقم تواصل عملها في الميدان دون توقف، رغم صعوبة الأوضاع ونقص المعدات.
وأوضح بصل أن “مفهوم سرعة الاستجابة الذي كنا نعتبره مقدسًا قبل الحر..ب، أصبح الآن شبه مستحيل بسبب قلة الإمكانيات، وانعدام الأمن، وانتشار المخاطر والمناطق الحمراء”.
وأضاف: “أحيانًا لا نستطيع الوصول إلى مكان الاستهداف بسرعة، ما يؤدي إلى فقدان أرواح بريئة تحت الأنقاض في ظروف مأساوية تشبه القبور، بسبب عجزنا عن إنقاذهم في الوقت المناسب”.
وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني إلى أن الاحتلا..ل دمّر أكثر من 85% من إمكانياتهم، ما أثر بشكل مباشر على قدرتهم في التعامل مع الكو..ارث المستمرة في غزة، مؤكدًا أن “الاستجابة أصبحت ضئيلة جدًا مقارنة بحجم الجري..مة والإباد..ة الجماعية”.
وأكد بصل أن هناك خشية حقيقية من تكرار مجازر استهداف المسعفين، في ظل الصمت الدولي والتقاعس عن محاسبة الاحتلا..ل. وقال: “طالما لا توجد محاسبة، مثلما حدث في جري..مة هند رجب، واستهداف المنطقة الصناعية، وقتل المسعفين في رفح، فإن الاحتلا..ل سيستمر في هذه السياسة”.
وحول أبرز التحديات التي تواجه طواقم الدفاع المدني، قال بصل: “المخلفات التي يتركها الاحتلا..ل خطيرة جدًا، كما أننا نعمل بلا حصانة، فنحن عرضة للاستهداف في أي لحظة، وقد تُستهدف المركبة التي نتحرك بها، أو الطاقم نفسه”.
وأضاف: “أحيانًا لا يوجد وقود، أو تكون المركبة معطلة، فنضطر للذهاب إلى موقع القصف سيرًا على الأقدام، وهو أمر غير منطقي، لكنه الخيار الوحيد”.
وأشار بصل إلى أن قلة الإمكانيات لها تأثير بالغ، وقال: “حين يُقصف منزل مكوّن من عدة طوابق، وتحت الأنقاض أحياء، لا نستطيع مساعدتهم، لأننا نفتقد للمعدات الثقيلة، ونسمع صراخ الضحايا حتى الموت، دون القدرة على إنقاذهم”.
ورغم هذه الظروف القاسية، أكد محمود بصل أن الطواقم تواصل عملها من منطلق مسؤولية إنسانية وأخلاقية، قائلاً: “تلقينا تهديدات واضحة بالخروج من غزة، لكننا لم نغادر، لأننا نرى أن قضيتنا إنسانية، ولن نترك شعبنا”.
وأوضح أن الاحتلا..ل يصنف بعض المناطق على أنها “محرمة”، لكن الدفاع المدني يعتمد على التقدير الميداني.” قائلاً: “لو اعتمدنا على خرائط الاحتلال فقط، لما استطعنا إنقاذ أحد. نُجري تقييمًا للموقف، وإذا سمح الوضع، نتحرك. وإذا كان الوضع خطرًا جدًا، نحاول التنسيق عبر الصليب الأحمر، لكن غالبًا يُرفض”.
وحذر الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني من توقف آليات الجهاز عن العمل، جراء إغلاق سلطات الاحتلا..ل الإسرائيلي لمعابر القطاع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى نفاد الوقود.” وأكد أن الطواقم العاملة لن تستطيع الاستجابة للتدخلات الإنسانية خلال الأيام القليلة، في حال استمر منع إدخال الوقود.
وطالب بصل بالضغط على سلطات الاحتلا..ل لإدخال كميات الوقود الكافية للمنظمات الدولية الإغاثية، والتي بدورها تزود أجهزة الخدمات الإنسانية باحتياجها من الوقود.