رفح الآن- وكالات
في ظل تسارع التطورات الميدانية والدبلوماسية حول الحرب في قطاع غزة، كشفت صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن مصدر في حركة حما..س، أن الحركة تلقت دعوة رسمية لزيارة القاهرة، إلى جانب فصائل فلسطينية أخرى ستتلقى الدعوات لاحقاً، وذلك من أجل مناقشة “حل وسط” مقترح، من المرجح أن يؤدي إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وقد يُتوصل إلى هذا الاتفاق في نهاية الأسبوع الجاري أو مع مطلع الأسبوع المقبل.
وتأتي هذه التحركات بينما يواصل الوسطاء الدوليون جهودهم المحفوفة بـ”صعوبات كبيرة”، في محاولة لإحياء مسار التهدئة المتعثر، حيث عبّر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن رفض القاهرة القاطع لما تم تداوله بشأن مصادقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على توسيع العملية العسكرية في غزة، واعتبر أن العودة إلى اتفاق يناير الماضي، الذي أوقف القتال لنحو شهرين، يجب أن تكون هي الأساس.
ترمب يقترب من المنطقة وتحركات دبلوماسية تتسارع
وفي سياق متصل، تشير التحليلات السياسية إلى أن المشهد قد يشهد تحولاً دراماتيكياً قبيل أو خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة الأسبوع المقبل، حيث من المرتقب أن تشمل زيارته كلاً من السعودية وقطر والإمارات، وسط توقعات بأن يسعى ترمب إلى طرح “صفقة تهدئة” تتراوح بين إدخال مساعدات إنسانية عاجلة، أو التوصل إلى هدنة مؤقتة أو حتى وقف شامل لإطلاق النار، اعتماداً على تطور المفاوضات وتغير المواقف على الأرض.
وقد نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن مسؤولين كباراً في تل أبيب يرون احتمالاً معقولاً بأن تؤدي زيارة ترمب إلى تحريك موقف حركة حماس نحو القبول بصفقة، خاصة في ظل التلويح الإسرائيلي بتوسيع العملية العسكرية، ما اعتبرته حما..س في بيان رسمي، يوم الثلاثاء، “تضحية واضحة بالأسرى الإسرائيليين”.
قطر تؤكد استمرار جهود الوسطاء
وفي الدوحة، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي، بأن “الجهود مستمرة رغم الوضع الإنساني الكارثي”، موضحاً أن “هناك صعوبة كبيرة جداً في إطار هذه المفاوضات، لكن الاتصالات لم تتوقف”، في حين أجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفياً مع عزام الأحمد، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لاستعراض جهود القاهرة الرامية إلى استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
محللون: الضغط الإسرائيلي لتحسين شروط التفاوض
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن إسرائيل تتبنى حالياً سياسة “التفاوض تحت النار”، في محاولة لجني مكاسب إضافية، لكنه رجّح أن تتراجع تل أبيب عن هذا المسار مع تصاعد المواقف العربية والدولية الرافضة لتوسيع الحرب، مشيراً إلى أن زيارة ترمب قد تحمل مفاجأة دبلوماسية على شكل “صفقة إنسانية” أو تهدئة مؤقتة، تُمكنه من لعب دور الحاسم في الأزمة الراهنة،
.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن التصعيد الإسرائيلي هو مجرد ضغط تكتيكي لتحسين شروط المفاوضات، مشيراً إلى أن واشنطن تدرك جيداً أن استعادة الرهائن لن تتم دون تهدئة، وأوضح أن “وصول ترمب قد يصاحبه طرح أميركي جديد يتقاطع مع جهود مصرية وقطرية متواصلة”، مرجحاً أن “تضغط واشنطن على نتنياهو عشية الزيارة أو أثناءها لحسم ملف الصفقة”.
مواقف دولية متصاعدة تدعو للتهدئة
وتزايدت الضغوط الدولية بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، حيث عبّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقهما الشديد إزاء تفاقم الأوضاع في غزة، وشددا على أهمية استئناف عملية السلام، كما دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى وقف فوري لإطلاق النار وعودة دخول المساعدات الإنسانية.
وفي موقف أوروبي لافت، حثّت وزيرة خارجية فنلندا، إلينا فالتونين، إسرائيل على ضمان وصول المساعدات دون عوائق، كما طالبت حركة حماس بالإفراج الفوري عن الرهائن المتبقين، في حين تعهد ترمب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، بالمساعدة في إيصال الغذاء للفلسطينيين في غزة، متجنباً التعليق المباشر على خطط إسرائيل التوسعية في القطاع.
ترمب يسعى للظهور كـ”صانع سلام” جديد
وبحسب محللين، فإن الرئيس الأميركي السابق والمرشح للعودة إلى البيت الأبيض، يسعى مجدداً للظهور كلاعب محوري في إقرار “السلام بالشرق الأوسط”، وهي الصورة التي حاول ترسيخها خلال ولايته الأولى، وبالتالي قد يستغل زيارته للمنطقة لإطلاق مبادرة سياسية تتيح له استعادة الدور الأميركي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة في ظل غياب تقدم ملموس من جانب الإدارة الحالية،