رفح الآن- وكالات
أعلنت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، الثلاثاء، عن تعطل بئر “ساحل 6” وخروجه عن الخدمة بالكامل، بعد تعرّضه للقصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير كامل للمولد الكهربائي وأجزاء حيوية من البئر.
وأوضحت بلدية دير البلح، في بيان صحفي تلقته “الرسالة نت”، أن هذا البئر الواقع في منطقة البركة، يُعد آخر مصدر مياه رئيسي كان لا يزال يعمل على تعبئة خزان البركة، والذي يعتبر مرفق أساسي ضمن منظومة المياه يغذي مناطق واسعة في المدينة.
وبينت أنه بخروج بئر “ساحل 6” عن الخدمة، تدخل مدينة دير البلح مرحلة غير مسبوقة من العجز المائي يتزامن مع موجات نزوح متكررة نحو المدينة.
وأضافت ان مناطق واسعة مكتظة بالسكان ستُحرم من التزود بالمياه، منها مناطق: البركة، والمشاعلة، والبيئة، والحكر، والمعسكر، في ظل انقطاع كافة مصادر المياه الرئيسية الأخرى.
وأشارت إلى أن هذا التدمير يأتي بعد تجريف بئر مياه “ساحل 5″، إضافة إلى الانقطاع الكامل لمياه شركة المياه الإسرائيلية “مكروت” منذ 23 يناير/ كانون الثاني 2025، وتوقف الضخ من محطة تحلية مياه البحر المركزية بعد فصل التيار الكهربائي عنها منذ 9 مارس/ آذار 2025.
ونبهت البلدية إلى تفاقم الوضع أكثر خلال الأيام الأخيرة، مع تعذّر تشغيل الآبار الأخرى، وهي آبار المعني، والقسطل، والمنتزه، والمزرعة، والصناعية، بسبب خطورة المواقع وصعوبة الوصول إليها.
يذكر أن بئر مياه الصناعية يعتبر من أهم وأكبر الآبار التي تغذي خزان الأقصى، والذي يتم ضخ المياه منه إلى باقي أحياء المدينة.
وحذرت البلدية من أن قطاع المياه بدير البلح يواجه كارثة ويوشك على الانهيار، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حاجة السكان والنازحين للتزود بالمياه.
وناشدت كافة الجهات الإنسانية والدولية والمؤسسات ذات العلاقة بسرعة التدخل العاجل للمساعدة في توفير مصادر مياه بديلة، وتأمين تشغيل المصادر الحيوية المتبقية، والضغط نحو إعادة توصيل مياه “مكروت” وإعادة تشغيل محطة تحلية مياه البحر المركزية الواقعة جنوب المدينة، وتقديم الدعم اللازم لتجنب انهيار كامل لمنظومة المياه، ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها السكان.
ومنذ بداية حر..ب الإباد..ة الجماعية في قطاع غزة، خلّف القصف الإسرائيلي دمارًا واسعًا بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، ما جعل تأمين مياه نظيفة تحدياً يومياً ومعاناة مستمرة لكثير من العائلات.
وتؤكد سلطة المياه الفلسطينية أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل للخدمات المائية المقدمة في قطاع غزة، وهو ما جعل من القطاع “منطقة تموت عطشا”.
وقالت سلطة المياه، في بيان صدر عنها مؤخرا، إن التقييمات الفنية تشير إلى أن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%.