أزمة حليب الأطفال في غزة: نداءات من حضانات الخُدج

Donia Meghiebمنذ ساعتينآخر تحديث :
IMG
IMG

رفح الآن- وكالات 

“نحن نطالب بغذاء وعلاج للأطفال الخدج الذين لا يمكنهم البقاء دون الحليب المخصص لهم”

بهذه الكلمات بدأ الدكتور أحمد الفرا مدير قسم الحضانة في مجمع ناصر الطبي وصفه للوضع الكارثي داخل حضانات الأطفال في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث تتوالى حالات الأطفال الخدج الذين يحتاجون إلى حليب خاص لا يمكن استبداله بأي نوع آخر.

وأوضح الفرا أن القسم يستقبل عددا من الخدج يومياً، جميعهم بحاجة ماسة إلى حليب علاجي مخصص، إلا أن هذا الحليب اختفى كليًا من المستشفيات والصيدليات والمخازن.

“أجساد هؤلاء الرضع هشة، لا تملك القدرة على تحمل أي غذاء بديل، لا حليب طبيعي، ولا أي تركيبة تجارية غير مخصصة لحالتهم. اليوم، نحن عاجزون كليًا أمامهم.”

ورفع الطبيب نداءً عاجلًا إلى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، داعيًا إلى التحرك السريع من أجل إدخال هذا النوع من الحليب إلى القطاع قبل فوات الأوان.

على الجانب الآخر من هذه الكارثة، تقف مها أبو شمالة، أم شابة من غزة، تحمل طفلها بين ذراعيها وقد أنهكه الجوع وحرمه من النوم والراحة. 

تقول مها :“طفلي لا يتقبل الرضاعة الطبيعية، حاولت بكل الطرق، لكن حالته ساءت. الطبيب وصف له الحليب الصناعي رقم واحد، ولكن الحليب مفقود تمامًا.”

خرجت مها يومًا تلو يوم، تتنقل بين الصيدليات والمستشفيات، تسأل، تنتظر، ترجو… لكن النتيجة واحدة:

لا حليب رقم واحد، ولا رقم اثنين، ولا حتى الحليب الخالي من اللاكتوز، الضروري لأطفال يعانون من مشاكل هضمية أو مناعة ضعيفة، خصوصًا الأطفال الخدج.

“جربت أعطيه من الحليب اللي بنشربه إحنا الكبار، قلت يمكن جسمه يتحمله… لكنه تقيأ بشدة، ووجهه ازرق، واضطرينا ننقله إلى المستشفى.”

منذ اشتداد الحصار على قطاع غزة وتفاقم الحرب الأخيرة، بات دخول المواد الغذائية والطبية أمرًا شبه مستحيل، بما في ذلك حليب الأطفال، وخاصة التركيبات الطبية الخاصة بالخدج أو الأطفال ذوي الحساسية من الحليب العادي.

لا يتوقف المشهد عند طفل مها فقط، بل يمتد ليشمل آلاف الأطفال الذين يعيشون على أمل أن تصل إليهم علبة حليب تنقذهم من الهزال والمرض وربما الموت.

في حضانات المشافي، تُربط الأجساد الصغيرة بالأجهزة في محاولة للإبقاء على أنفاسها المتقطعة… لكن الأجهزة وحدها لا تكفي، ولا شيء يُعوّض غياب الحليب المناسب. 

ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة نقص في منتج غذائي، بل أزمة إنسانية وصحية شاملة، يُحتجز فيها الغذاء والدواء معًا، وتُترك العائلات وحدها في مواجهة مصير أبنائهم.

الدكتور أحمد الفرا يختتم حديثه بالنداء الأخير:

“إذا لم يُسمح بدخول حليب الأطفال فورًا، فستتحول حضانات غزة إلى غرف انتظار للموت. هؤلاء ليسوا أرقامًا… إنهم أطفال، وحقهم في الحياة لا يجب أن يكون رهينة حصار.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
موافق