رفح الآن- وكالات
كشفت صحيفة معاريف العبرية أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول صفقة تبادل الأسرى أثار انقسامات حادة داخل الأوساط الإسرائيلية أيضاً، إذ وصفت أوساط أمنية الخطة بأنها “مقامرة محفوفة بالمخاطر” لغياب الضمانات بشأن اليوم التالي للحرب.
أثار المقترح الجديد الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة، جدلاً واسعاً على المستويين العربي والإسرائيلي، وسط تحفظات إقليمية ومخاوف من غياب الضمانات.
فقد اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن المبادرة الأميركية “غير قابلة للتنفيذ” لافتقارها إلى ضمانات فعلية، مشيرة إلى أن وسطاء في القاهرة والدوحة تعاملوا معها بحذر، في وقت تتكثف فيه الجهود للضغط على واشنطن لفتح مسار بديل يركز على وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، أجرت القاهرة خلال الأيام الماضية اتصالات مع الإدارة الأميركية، حيث يخشى المسؤولون المصريون أن يمنح البيت الأبيض إسرائيل “ضوءاً أخضر” لتوسيع هجماتها. وأكد مصدر مصري أن مكالمة مباشرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وترامب لم تُحدد بعد “بسبب اعتبارات أميركية”، لافتاً إلى أن طلب مصر استئناف إدخال المساعدات الإنسانية لم يلقَ تجاوباً من تل أبيب حتى مساء أمس.
في السياق ذاته، حذرت أطراف مصرية من التداعيات الإنسانية الخطيرة للحصار المفروض على غزة، الذي يمنع وصول الغذاء والماء إلى السكان، معتبرة ذلك وسيلة ضغط لدفعهم نحو النزوح.
أما في الداخل الإسرائيلي، فكشفت صحيفة معاريف أن الخطة أحدثت انقسامات حادة، حيث وصفت جهات أمنية بارزة المقترح بأنه “مقامرة محفوفة بالمخاطر” لغياب أي تصور واضح لليوم التالي للحرب، فيما اعتبرت شخصيات سياسية مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها تمنح حماس مكاسب سياسية كبيرة. وفي المقابل، وصف رئيس الأركان الأسبق موشيه يعالون عبر قناة كان نتنياهو بأنه يسعى لعرقلة خطة ترامب خدمةً لمصالحه السياسية على حساب الأمن القومي.
وكانت القناة 12 العبرية قد أشارت إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اجتمع في ميامي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، حيث بحثوا تفاصيل الخطة الأميركية وما سُمّي بـ “اليوم التالي”
ووفقاً للمقترح، يتم الإفراج في اليوم الأول عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتاً، مقابل إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، ووقف عملية “مركبات جدعون 2” في غزة، مع بدء مسار تفاوضي مباشر برعاية ترامب لإنهاء الحرب.
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان أن الأفكار الأميركية لا ترقى إلى مستوى المبادرة الكاملة، ووصفتها بأنها “مقترحات أولية” تفتقر إلى التزامات جدية بوقف الحرب أو إعادة إعمار القطاع، مشددة على أن أي اتفاق يجب أن يشمل وقف العدوان والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين.
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد عملياته، حيث دعا المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي سكان غزة إلى إخلاء المدينة عبر ممرات محددة نحو منطقة المواصي، محذراً من أن البقاء فيها “في غاية الخطورة”.
وجاءت هذه الدعوات متزامنة مع خطاب نتنياهو الذي قال فيه إن “إسقاط أبراج غزة هو تمهيد للعملية البرية الكبرى داخل المدينة”.
وبين الرفض الحذر العربي والانقسام الإسرائيلي الداخلي، يبقى مقترح ترامب عالقاً في دائرة الغموض، بينما تتسارع وتيرة العمليات العسكرية، ما يجعل فرص التوصل إلى اتفاق قريب أكثر تعقيداً.