صفعة دبلوماسية مدوّية: قاعة الأمم المتحدة شبه فارغة أثناء خطاب نتنياهو

Donia Meghiebمنذ ساعة واحدةآخر تحديث :
IMG
IMG

رفح الآن- وكالات 

تحوّلت كلمة رئيس حكومة الاحتلال مجرم الحرب المنبوذ دوليا بنيامين نتنياهو أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مشهد محرج، بعدما انسحبت عشرات الوفود العربية والغربية من القاعة، تاركةً خلفها مقاعد شبه خالية، في خطوة احتجاجية غير مسبوقة على جرائم الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة.

رغم محاولات الوفد الإسرائيلي تجييش التصفيق عبر دعوة مقربين وقيادات يهودية لحضور الجلسة، إلا أن صور القاعة بدت فاضحة؛ صفوف فارغة لا تُخفي عزلة نتنياهو المتفاقمة. 

فبينما صفّق بعض المندوبين الغربيين الموالين لواشنطن وتل أبيب، فضّلت وفود أخرى الانسحاب بهدوء، في رسالة سياسية صاخبة ضد استمرار الحرب.

خطاب استعراضي وحملة دعائية

نتنياهو لجأ إلى أسلوب استعراضي في خطابه، مستخدماً صوراً وإشارات حول حركة “حماس”، وزاعماً أن “إسرائيل” “ستقضي على التهديدات من غزة ولبنان واليمن وإيران”. 

وقبيل الكلمة، أطلق مكتبه حملة دعائية مكثفة في نيويورك، تضمنت نشر لافتات وشاشات تحمل شعار “تذكروا السابع من أكتوبر”، في محاولة للتأثير على الرأي العام الأميركي.

احتجاجات عارمة خارج القاعة

تزامناً مع الخطاب، احتشد آلاف المتظاهرين أمام مقر الأمم المتحدة، رافعين لافتات تطالب بوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزة. 

المتظاهرون أعلنوا نيتهم التوجه في مسيرة إلى مقر الجمعية العامة، للتأكيد على ضرورة محاسبة قادة الاحتلال وتأمين حماية إنسانية للفلسطينيين.

مخاوف إسرائيلية من “فضيحة”

وسائل إعلام عبرية كانت قد حذّرت مسبقاً من “مواقف محرجة” قد يتعرض لها نتنياهو خلال خطابه. 

سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة داني دانون ذهب أبعد من ذلك حين اتهم البعثة الفلسطينية بـ”تنسيق الانسحاب الجماعي” لإظهار عزلة الاحتلال على المسرح الأممي، معتبراً أن الأمر “تحويل للدبلوماسية إلى مسرح سياسي رخيص”.

رحلة نتنياهو إلى نيويورك لم تخلُ من الجدل، إذ أظهرت بيانات “فلايت رادار” أن طائرته تجنبت المجال الجوي الفرنسي، وسلكت مساراً غير معتاد عبر البحر المتوسط واليونان وإيطاليا، بسبب المخاوف من مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

رسائل متناقضة

في خطابه، جدّد نتنياهو رفضه قيام دولة فلسطينية، رغم اعتراف دول كبرى مثل بريطانيا وكندا بدولة فلسطين مؤخراً. 

كما حاول الإيحاء بأن إسرائيل “انتصرت” على ما وصفه بـ”آلة الإرهاب” من حماس وحزب الله والحوثيين، بل وصل إلى الادعاء بأن سلاح الجو الإسرائيلي قصف مواقع نووية إيرانية. غير أن هذا الخطاب، وفق محللين، عكس حالة عزلة وتناقض، أكثر مما عكس قوة أو ثقة.

المشهد الذي طبع كلمة نتنياهو في نيويورك – قاعة شبه خالية، تظاهرات صاخبة خارجها، ومسار طيران ملتف خوفاً من العدالة الدولية – بدا بمثابة صورة مجسدة للعزلة السياسية والأخلاقية التي باتت تعيشها “إسرائيل” بعد عامين من حرب الإبادة على غزة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
موافق