ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، السبت، أن مصر تُجري مفاوضات مع إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح الحدودي، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتعزيز فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار. ووفقاً للمصادر، تتضمن المحادثات إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة الجانب الفلسطيني من المعبر، مع انسحاب حركة حماس من سيطرتها الكاملة عليه.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين مصريين زاروا إسرائيل الأسبوع الماضي للتباحث بشأن إعادة تشغيل المعبر، الذي أُغلق منذ مايو الماضي عقب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية. وضمن الجهود الجارية، قدمت مصر مقترحًا يشمل السماح بإدخال 200 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، بالإضافة إلى الحفاظ على وجود عسكري إسرائيلي في القطاع.

وبحسب المصادر، فإن المقترح ينص على بدء إطلاق سراح الأسرى خلال سبعة أيام من وقف إطلاق النار، مع احتمالية إعادة فتح المعبر مطلع ديسمبر. وأفادت الصحيفة أن قيادة حركة حماس ستناقش هذا المقترح الجديد في القاهرة، السبت.

اجتماع حاسم بين فتح وحماس في القاهرة

في سياق متصل، تحتضن القاهرة اليوم اجتماعًا جديدًا بين وفدي حركتي فتح وحماس لمناقشة ملف المصالحة الفلسطينية وإدارة شؤون قطاع غزة. يأتي هذا الاجتماع استكمالًا لجولات سابقة جرت في العاصمة المصرية خلال الفترة الأخيرة.

وسيتركز اللقاء على مناقشة المبادرة المصرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي في ظل الأوضاع الراهنة. وأوضح مصدر أمني مصري مسؤول أن الحركتين أظهرتا مرونة ملحوظة بشأن مقترح إنشاء لجنة إسناد مجتمعي لإدارة شؤون غزة.

وأشار المصدر إلى أن اللجنة، التي ستصدر بمرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ستضم شخصيات مستقلة وتتبع السلطة الفلسطينية، وستتولى مسؤولية إدارة القطاع. وأضاف أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لاستئناف المسار التفاوضي المتوقف منذ يوليو الماضي، وسط تمسك حركة حماس بعدم فصل المفاوضات لضمان التزام الجانب الإسرائيلي بعدم استئناف العمليات العسكرية.

وأكد المصدر أن الجهود المصرية تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى وجود دعم دولي لهذه المساعي. وتسعى القاهرة إلى تحقيق توافق فلسطيني داخلي يمهّد الطريق لوقف إطلاق النار واستعادة الهدوء في قطاع غزة.