تعرف على أهمية ومكانة معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر وآخر التطورات

Yasmin Mohammed15 ديسمبر 2024آخر تحديث :
تعرف على أهمية ومكانة معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر وآخر التطورات

رفح الآن-وكالات

 

يعد معبر رفح البري واحداً من أهم المعابر الحدودية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقع على الحدود بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية , حيث تمثل الحدود بين هذين الكيانين الجغرافيين علاقة معقدة تتميز بالتحديات السياسية والاقتصادية، مما يبرز أهمية معبر رفح كحلقة وصل رئيسية.

تأسس  المعبر في سياق تاريخي معقد، إذ شهد تحولات كبيرة من نواحٍ عدة، ليصبح رمزاً للمعاناة والأمل في آن واحد, حيث تعود أهميته إلى وظيفته الحيوية في تيسير حركة الأفراد والبضائع بين غزة والعالم الخارجي.

كما يساهم المعبر في تلبية احتياجات سكان غزة من خلال توفير الفرص العلاجية، التعليمية، والتجارية , حيث يعاني سكان غزة من نقص حاد في الموارد نتيجة الحصار المستمر، مما يجعل المعبر شريان حياة حيوي بالنسبة لهم.

وعلى مدى العقود الماضية، تعكس الأحداث المرتبطة بمعبر رفح الصراعات السياسية، وتبرز تفاعلات الشعب الفلسطيني مع العالم الخارجي.

تسهيلات وإغلاقات متكررة

لقد شهد المعبر تسهيلات وإغلاقاً بشكل متكرر، مما أثر على حياة المواطنين في غزة. وكذلك، كان له تاريخ مليء بالتحديات؛ حيث تواجه سلطات المعبر العديد من المعوقات المتعلقة بتأمين الحدود والسيطرة عليها.

وفي السياق ذاته, يعتبر معبر رفح البري،البوابة الرئيسية لغزة إلى العالم الخارجي، له تاريخ سياسي معقد. عندما تم تأسيسه عام 1982، كان يهدف بشكل أساسي إلى تسهيل حركة الفلسطينيين وتسهيل التجارة أمامهم, ومع ذلك، انقلبت الأوضاع مع اندلاع الصراعات السياسية والنزاعات الإقليمية إلى تحولات كبيرة في دوره ووظائفه.

بعد فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2007، أصبح معبر رفح غير قابل للاستخدام في الكثير من الأوقات، مما زاد من معاناة السكان. الحصار أثر بشكل ملحوظ على حركة المسافرين والبضائع، حيث تم تحديد أعداد الأشخاص الذين يمكنهم عبور المعبر، وتم إدخال قيود صارمة على المواد الغذائية والوسائل الطبية. هذا القيد في الحركة زاد من الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية على سكان غزة.

ومع مرور الوقت، سنحت للأطراف المحلية والدولية الفرصة لتغيير إدارة معبر رفح. السلطة الفلسطينية، إلى جانب كل من مصر والهيئات الإنسانية، لعبت أدوارًا متفاوتة في إدارة المعبر، مما استدعى تعديلات على القواعد واللوائح في بعض الفترات.

وفي السنوات الأخيرة، تواجدت بعض المبادرات الدولية والمحلية لتعزيز قدرة المعبر وتخفيف القيود المفروضة عليه. ومع ذلك، تبقى العلاقة بين معبر رفح والبيئة السياسية المحيطة به هشة ومعقدة.

وعلى الرغم من الأمل، فإن تعدد الحالات السياسية والاجتماعية تجعل من إدارة المعبر مهمة صعبة، حيث يتطلب الأمر استراتيجيات مرنة تلبي الاحتياجات الإنسانية وتواكب المتغيرات السياسية المستمرة.

نقطة هامة

ويُعد معبر رفح البري نقطة الدخول والخروج الرئيسية لسكان غزة، وهو يلعب دورًا محوريًا في حياتهم اليومية , فبسبب الحصار والقيود المفروضة على الحركة، أصبح المعبر هو الوسيلة الوحيدة التي تسمح للناس بالسفر إلى الخارج. ومع ذلك، فإن عملية السفر عبر معبر رفح لا تزال مليئة بالتحديات، مما يسبب للعائلات إحباطًا كبيرًا, كما  تتنوع الأسباب وراء استخدام المعبر، بما في ذلك طلب التعليم، العلاج الطبي، أو الزيارة العائلية، ولكنها غالبًا ما تواجه صعوبات كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.

تُظهر الإحصائيات أن أيام فتح المعبر عادة ما تكون محدودة، مما يجعل الانتظار طويلاً. يشكو العديد من القاطنين في غزة من عدم القدرة على التخطيط لمستقبلهم بسبب عدم انتظام فتح المعبر, إذ يبقى الأمل يحدوهم في إمكانية الحصول على إذن للسفر، وهذا ما يُعد في بعض الأحيان أملًا ضئيلاً.

وحول آخر التطورات الحالية في معبر رفح بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في قطاع غزة، إلى جانب مستقبل معبر رفح البري.

وأكد السيسي، خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، إلى جانب السفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى غارغ، على أهمية التحرك العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وشدد على أن حل الدولتين يمثل الأساس لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

معبر رفح محور المباحثات

وفقًا لمصادر مطلعة، تناولت المباحثات بين الجانبين مستقبل معبر رفح باعتباره جزءًا أساسيًا من أي ترتيبات لوقف إطلاق النار في غزة. يشكل المعبر منفذًا حيويًا لسكان القطاع، لكنه يواجه تحديات مرتبطة بالوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين (فيلادلفي).

ويكتسب المعبر أهمية مضاعفة في ظل الإغلاق الكامل حاليًا، حيث يمثل شريان الحياة الوحيد بين غزة ومصر، خاصة مع استمرار الإجراءات الإسرائيلية الصارمة على معابر أخرى مثل كرم أبو سالم، ما يعرقل دخول المساعدات والبضائع.

التحديات أمام تشغيل معبر رفح

الوضع الحالي للمعبر يعكس تعقيدات إنسانية وسياسية. منذ القصف الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، تعرضت بنيته التحتية لدمار كبير، شمل صالات السفر والمرافق الأساسية، في حين استمرت عمليات التجريف الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني، ما يعكس نوايا الاحتلال للإبقاء على سيطرته، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.

وعلى المستوى الفلسطيني، يمثل تشغيل المعبر تحديًا سياسيًا، خاصة مع غياب توافق بين الفصائل الفلسطينية. ووفق اتفاق عام 2005، يتطلب تشغيل المعبر وجود إدارة فلسطينية توافقية تحظى بقبول دولي ومصري وإسرائيلي، إلى جانب إشراف دولي من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد من تعقيد الملف بسبب سيطرة حماس على غزة ورفض حركة فتح لبعض المقترحات.

رؤية مصرية ودولية

على الصعيد المصري، أوضح مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأولوية الحالية لمصر تتمثل في وقف الحرب وتخفيف معاناة سكان القطاع عبر إدخال المساعدات الإنسانية، مع تأجيل البت في القضايا الشائكة مثل الوجود العسكري الإسرائيلي في محور صلاح الدين.

في السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن الحديث عن تشغيل معبر رفح سابق لأوانه، في ظل عدم وجود اتفاق شامل يشمل محور صلاح الدين. لكنه أكد أن مصر تمتلك دورًا رئيسيًا في دفع الأطراف الفلسطينية نحو توافق يمكن أن يسهم في إدارة مشتركة للمعبر.

أكدت المباحثات المصرية الأمريكية على أهمية التعاون بين القاهرة وواشنطن لتعزيز الاستقرار الإقليمي، مع التركيز على معالجة القضايا الإنسانية العاجلة في غزة، واستمرار الجهود لدفع المفاوضات نحو اتفاق يحقق مصالح جميع الأطراف.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق