تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي يحاكي الدماغ البشري
رفح الآن-وكالات
نجح علماء تكنولوجيا في تطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي، يحاكي الدماغ البشري الحي، ويمكنه مشاهدة الفيديوهات وتحليل البيانات، في خطوة وصفوها بأنها قفزة تكنولوجية للذكاء الاصطناعي، وتفتح الباب أمام إحداث ثورة في تحسين حياة الناس.
وأطلق العلماء في مركز أبحاث سكريبس، بحسب موقع earth، على نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد اسم MovieNet، الذي تم تصميمه للتعرف على المشاهد المعقدة والمتغيرة وتفسيرها بمرور الوقت، بدقة الدماغ البشري.
أكثر تطورًا
ويعد هذا الابتكار، الذي تم تفصيله في دراسة نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، واعدًا للغاية لتطبيقات تتراوح بين التشخيص الطبي والمركبات ذاتية القيادة، وقال المؤلف الرئيسي هوليس كلاين، إن MovieNet لا يرى الصور الثابتة فحسب، بل إنه يخلق ردود فعل بصرية مستمرة.
ومنذ إنشاء تصاميم الذكاء الاصطناعي، كانت النماذج قادرة على التعرف الصور الثابتة، لكن قدرة الدماغ على معالجة المشاهد المتدفقة، مثل مشاهدة فيلم، كانت تتطلب شكلًا أكثر تطورًا وهو ما فعلناه مع تصميم MovieNet.
الدماغ البشري
واستلهم العلماء الفكرة من الدماغ البشري، حيث قاموا بدراسة كيفية التقاط الخلايا العصبية للتسلسلات المتدفقة عبر الصور، وتمكنوا من تطبيق مبادئ مماثلة على نموذج الذكاء الاصطناعي MovieNet ، ومحاكية للطريقة التي يدرك بها البشر المشاهد المتدفقة في الحياة الواقعية.
وركّز البحث على الضفادع الصغيرة، التي وصفوها بأنها تتمتع بنظام بصري جيد للغاية، عبر منطقة معالجة الرؤية في الدماغ، وتعلموا كيفية قدرة الكائن الصغير على اكتشاف المحفزات المتحركة حوله والاستجابة لها بكفاءة ومعالجتها.
الضفادع الصغيرة
وتمكن الباحثون من تحديد الخلايا العصبية في أدمغة الضفادع الصغيرة التي تكتشف الأشياء حولها، مثل التحولات في السطوع والتغيرات في دوران الأشياء، واكتشفوا قيام خلاياه العصبية بمعالجة الصور المتسلسلة في مقاطع تتراوح مدتها بين 100 و600 ميلي ثانية.
قام العلماء بتدريب MovieNet لمحاكاة هذه العملية العصبية، وقدم الباحثون للنموذج مقاطع فيديو لضفادع صغيرة تسبح في ظروف مختلفة، وحقق دقة بلغت 82.3% في التمييز بين سلوكيات السباحة الطبيعية وغير الطبيعية.
ثورة في التكنولوجيا
وتفوق النموذج الجديد على المراقبين البشريين بنسبة 18% ومتجاوزًا أداء نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل GoogLeNet، التي تمكنت من تحقيق دقة بلغت 72% فقط، حيث تمكن من معالجة المعلومات بكفاءة.
ومن خلال هذا النموذج، يتصور العلماء مستقبلًا للذكاء الاصطناعي المستوحى من البيولوجيا مثل MovieNet على إحداث ثورة في التكنولوجيا عبر القطاعات المختلفة، ويفتح الأبواب أمام الابتكارات التي يمكن أن تعيد تعريف الصناعات وتحسن حياة الناس.
بيئة آمنة
ومن أهم القطاعات التي من المنتظر أن يساهم فيها النموذج الجديد بكفاءة عالية، هي السيارات ذاتية القيادة، حيث يمكنه اكتشاف التغيرات في الطريق وسلوك المشاة والاستجابة لها، وأيضا في التصوير الطبي، حيث يستطيع اكتشاف الشذوذ في جسم الإنسان في المراحل المبكرة من المرض.
ويساهم نموذج MovieNet أيضا في وجود بيئة أكثر أمانًا، وفقًا للعلماء، حيث يتمتع بالعديد من المميزات البارزة في هذا المجال مثل كفاءة استهلاك الطاقة، كما أنه أقل تكلفة بكثير، وهو ما يمهّد الطريق في المستقبل أمام نماذج قوية ومستدامة وصديقة للبيئة.
اكتشاف المزيد من rafahnow رفح الآن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.