رفح الآن- وكالات
في ظل استمرار الحر..ب الإسرائيلية والقصف والموت، وفي وقتٍ يُكابد فيه سكان قطاع غزة شبح المجاعة، حذّرت الأمم المتحدة من أن قوافل الإغاثة التي تدخل القطاع، وعلى رأسها شحنات الطحين، تتعرض للنهب على نطاق واسع من قبل مجموعات مسلحة ومواطنين جوعى، ما يعوق إيصال المساعدات لمستحقيها ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة تمكنت مؤخرًا من إدخال نحو 4600 طن متري فقط من طحين القمح عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المنفذ الوحيد الذي تسمح إسرائيل باستخدامه لنقل الإمدادات. إلا أن معظم هذه الكمية لم تصل إلى وجهتها، بعدما استولى عليها بائسون جائعون ومسلحون على طول خطوط التوزيع.
ووفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، فإن هذه الكمية تكفي بالكاد لمدة ثمانية أيام من الخبز لنحو مليوني نسمة في القطاع، بناءً على حصة يومية تقدر بـ300 غرام للفرد.
سرقات منظمة وأصابع اتهام للسائقين
مصادر محلية كشفت عن واحدة من أكبر عمليات السطو التي طالت قوافل الإغاثة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث تمّت سرقة أكثر من 40 شاحنة محمّلة بالطحين أثناء دخولها القطاع خلال الأيام الماضية.
وأفادت المصادر أن السرقات وقعت في نقاط التجمع وعلى طرق سير الشاحنات داخل القطاع، وسط اتهامات مباشرة لبعض السائقين بالتواطؤ مع اللصوص، من خلال تسريب معلومات عن مواقع التجمع وخطوط الإمداد.
الحادثة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والمجتمعية، وسط دعوات لفتح تحقيق فوري ومحاسبة كل من يثبت تورطه، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، خاصة مع تفاقم حالة الجوع والانهيار المعيشي الذي يعيشه أهالي غزة.
دعوة لتوسيع المعابر… وتحذير من عسكرة التوزيع
فرحان حق دعا سلطات الاحتلا..ل إلى السماح بإدخال المساعدات عبر معابر متعددة، لتخفيف الضغط وضمان تدفق المواد الأساسية. كما أشار إلى أن الأمم المتحدة رفضت العمل عبر “مؤسسة غزةالإنسانية” الجديدة، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، مشككة في حياديتها ومتهمة نموذجها بتسييس المساعدات، وإجبار النازحين على النزوح مجددًا.
ويحذر خبراء من تضاعف أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن غزة باتت على شفير المجاعة، ما يفاقم منسوب الخطر الصحي والاجتماعي في ظل انهيار الخدمات الصحية واللوجستية.