دراسة: صحتك العقلية تبدأ من الأمعاء

Yasmin Mohammed12 فبراير 2025آخر تحديث :
a e ef abb facadb file
a e ef abb facadb file

رفح الآن-وكالات

في تذكير بأن الصحة العقلية لا تكمن في الدماغ فقط، بل في الأمعاء أيضًا، تشير دراسة جديدة إلى أن حليفًا غير متوقع في مكافحة القلق قد يعيش في أنظمتنا الهضمية.

وبينما تتزايد اضطرابات الصحة العقلية على مستوى العالم، حيث يؤثر القلق على الملايين، كشف العلماء كيف يمكن للكائنات الحية الدقيقة الموجودة في أمعائنا أن تساعد في تنظيم استجاباتنا العاطفية.

مرتبطة بالسلوك

وفقًا لموقع “Study Finds”، اكتشف علماء من كلية ديوك- نوس الطبية والمعهد الوطني لعلوم الأعصاب في سنغافورة، أن البكتيريا في الأمعاء تنتج مركبات محددة يمكن أن تؤثر على السلوكيات المرتبطة بالقلق.

وقال شاون جي، الأستاذ المساعد من برنامج علم الأعصاب والاضطرابات السلوكية في الكلية: “تكشف نتائجنا عن العملية العصبية المحددة والمعقدة التي تربط الميكروبات بالصحة العقلية، إذ أظهر أولئك الذين ليس لديهم أي ميكروبات حية مستويات أعلى من القلق مقارنة بأولئك الذين لديهم بكتيريا حية”.

وأضاف: “في الأساس، أدى نقص هذه الميكروبات إلى تعطيل طريقة عمل أدمغتهم، وخاصة في المناطق التي تتحكم في الخوف والقلق”.

وفي بحثهم، عمل العلماء على مجموعتين من الفئران، وتمت تربية المجموعة الأولى بشكل طبيعي، مع جميع البكتيريا النموذجية التي تعيش في أجسامها.

وعلى النقيض، تمت تربية المجموعة الأخرى في ظروف معقمة تمامًا منذ الولادة، ما يعني أنها لم يكن لديها أي بكتيريا على الإطلاق. وتمت تسمية هذه الفئران “خالية من الجراثيم”.

سلوك متباين

ولاختبار مستويات القلق، استخدم الباحثون العديد من الاختبارات السلوكية المصممة بعناية.

في أحد الاختبارات التي تسمى اختبار “المجال المفتوح”، وضعوا الفئران في صندوق كبير به مناطق مفتوحة ومساحات مغلقة.

ومن المعروف أن الفئران تفضّل بشكل طبيعي البقاء بالقرب من الجدران والأماكن المغلقة عندما تكون قلقة، وفي التجربة، أمضت الفئران الخالية من الجراثيم وقتًا أطول بكثير مختبئة في المناطق المغلقة وقامت برحلات أقل إلى الأماكن المفتوحة مقارنة بالفئران العادية.

كما استخدموا اختبارًا آخر يسمى “المتاهة الصفرية المرتفعة”، التي تبدو وكأنها منصة دائرية مرتفعة بها بعض الأقسام المفتوحة وبعض الأقسام ذات الجدران.

ومرة أخرى، أظهرت الفئران الخالية من الجراثيم سلوكًا أكثر قلقًا، حيث قضت وقتًا أقل في الأقسام المفتوحة من المتاهة.

أقل توترًا

ولم يتوقف الباحثون عند مجرد مراقبة السلوك، إذ أرادوا فهم ما يحدث في الدماغ ليسبب هذه الاختلافات.

وباستخدام تقنيات متخصصة، نظر الباحثون إلى نشاط في منطقة الدماغ يسمى اللوزة القاعدية الجانبية، التي تساعد في معالجة المشاعر مثل الخوف والقلق، ووجدوا أن خلايا الدماغ في هذه المنطقة كانت أكثر نشاطًا في الفئران الخالية من الجراثيم.

وبعد تحقيقات إضافية، اكتشفوا أن هذا النشاط الدماغي المتزايد كان مرتبطًا بمشكلات في بروتينات معينة تسمى قنوات البوتاسيوم المنشطة بالكالسيوم (SK2)، التي تعمل عادةً كنظام فرامل لخلايا الدماغ، ما يمنعها من أن تصبح نشطة للغاية.

وفي الفئران التي لا تحتوي على بكتيريا الأمعاء، لم تكن هذه القنوات تعمل بشكل صحيح، ما أدى إلى فرط نشاط خلايا الدماغ.

نتائج مثيرة

ولتأكيد نتائجهم، جرب الباحثون علاجين مختلفين، إذ أعطوا أولاً، بعض الفئران الخالية من الجراثيم بكتيريا معوية طبيعية، وأضافوا مركبًا يسمى إندول، الذي تنتجه بكتيريا الأمعاء عادةً، إلى مياه الشرب لفئران أخرى خالية من الجراثيم لمدة ستة أسابيع.

كانت النتائج مثيرة للاهتمام، إذ ساعد كلا العلاجين في تطبيع نشاط خلايا المخ وتقليل سلوكيات القلق.

وبدأت الفئران التي تلقت أيًا من العلاجين في قضاء المزيد من الوقت في استكشاف المساحات المفتوحة.

وأظهرت الفئران سلوكًا أقل قلقًا بشكل ملحوظ بشكل عام، كما أصبحت أنماط نشاط أدمغتهم أكثر تشابهًا مع أنماط الفئران العادية، لتعكس هذه النتائج ارتباطًا واضحًا بين بكتيريا الأمعاء ووظيفة المخ، وكذلك تشير إلى أن المنتجات البكتيرية مثل الإندول قد تقدم طرقًا جديدة للمساعدة في تقليل القلق دون استخدام أدوية القلق التقليدية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
موافق
Image