رفح الآن- وكالات
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، إن “الاتفاق الأمني الذي وقّعته الولايات المتحدة مع قطر يعكس بوضوح المأزق الذي أوقع بنيامين نتنياهو إسرائيل فيه بسبب الحرب المستمرة في غزة “.
وأضافت الصحيفة نقلاً المحلل العسكري فيها عاموس هرئيل، أن “الإنجازات العسكرية والاستخبارية ضد إيران وحزب الله حققت نتائج ملموسة، لكن الحرب على حماس تواصل إراقة الدماء وتدهور مكانة إسرائيل الدولية”.
وتوقف عند محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادات حماس في هجوم عدواني شنته تل أبيب على الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، لافتا إلى أن الموقع المستهدف “قصف خلافًا لتوصية رئيس الأركان ورئيس الموساد”، وأن “الأجهزة ما زالت تحقق في الخلل الاستخباراتي الذي أتاح نجاتهم”. وأشار إلى أن “غضب ترامب كان سيثور حتى لو نجحت العملية، بسبب مصالحه الاقتصادية الواسعة في قطر، فضلًا عن القاعدة العسكرية الأميركية الضخمة هناك”.
وبحسب هرئيل، فإن القصف الفاشل “دفع ترامب إلى تكثيف جهوده لفرض صفقة جديدة في غزة، وأجبر نتنياهو على مكالمة اعتذار لرئيس الوزراء القطري”. وتابع: “هذه ليست مجرد إهانة لنتنياهو، بل تعزيز للحصانة التي تتمتع بها قيادة حماس في الخارج من أي محاولات اغتيال إضافية، طالما واصلوا الإقامة في الدوحة”.
وفي تقييمه للمشهد الداخلي، قال هرئيل إن “أغلبية الإسرائيليين، بحسب الاستطلاعات، مستعدة لقبول اتفاق جزئي ولو كان ناقصًا، مقابل استعادة الأسرى ووقف القتال”. لكنه شدد على أن “ما يقترحه ترامب لا يتوافق بأي شكل مع خيالات اليمين المسيحاني في الحكومة – حول احتلال، وترانسفير قسري، وإعادة استيطان في القطاع، وانتصار مطلق”.
أما بخصوص إيران، فرأى هرئيل أنها “تحافظ على صمت نسبي ومفاجئ” في وقت يواجه نظامها عقوبات أوروبية جديدة على خلفية الملف النووي، وقال إن “النظام في طهران ليست لديه مصلحة في إنهاء الحرب في غزة، وبالأحرى لا رغبة لديه في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول مركزية في العالم العربي والإسلامي (مثل السعودية وإندونيسيا) التي يلمّح إليها ترامب كجزء من تنفيذ خطته”.
وأضاف هرئيل: “من الجدير الانتباه إلى تصاعد التوتر المتجدد بين إيران وإسرائيل. حكومة نتنياهو كثّفت التهديدات ضد طهران، ويبدو أنه على المدى البعيد، وبخلاف تام لتصريحات ترامب التي قال فيها إن حرب الـ12 يومًا أدت إلى تدمير المشروع النووي الإيراني، فإن القصة بعيدة جدًا عن أن تنتهي”.
وعن الوضع في غزة، كتب أن “الجيش الإسرائيلي عزز قواته في محور نيتساريم جنوب مدينة غزة، ما ضيّق الخناق على المدينة وقيد حركة تعزيزات حماس”، موضحًا أن الخطوة تهدف إلى “تشغيل نقاط تفتيش مفتوحة لمراقبة حركة اللاجئين جنوبًا ومحاولة رصد مشتبهين بنشاط في حماس”.
كما نقل تصريح وزير الجيش يسرائيل كاتس، الذي قال: “هذه فرصة أخيرة لسكان غزة للتحرك جنوبًا وترك مقاتلي حماس معزولين في المدينة”. وأشار هرئيل إلى أن “خطورة الوضع في غزة تجلّت في إعلان الصليب الأحمر الدولي تعليق نشاطه مؤقتًا في المدينة بسبب التصعيد”، مؤكدًا أن “الطاقم نقل إلى الجنوب لضمان سلامته”.
وتطرق أيضًا إلى اعتراض أسطول التضامن الأوروبي مع غزة، مبينًا أن ذلك “لن يسهم في الجهد الدبلوماسي الإسرائيلي في الخارج”، معتبرا أنه “على الأقل بدا أن هناك محاولة لتجنب استخدام مفرط للقوة”.
وختم هرئيل بالقول إن “نجاح خطة ترامب قد يقرب الطريق إلى انتخابات إسرائيلية مبكرة في آذار/مارس 2026″، معتبرًا أن نتنياهو يواجه معضلة بين الاستجابة لمطالب ترامب والتراجع عن وعوده لقاعدته اليمينية، أو خسارة شركائه المتطرفين في الحكومة.