إنفلونزا الطيور تتحور.. هل يواجه العالم جائحة جديدة في2025؟

Yasmin Mohammed3 يناير 2025آخر تحديث :
إنفلونزا الطيور تتحور.. هل يواجه العالم جائحة جديدة في2025؟

رفح الآن-وكالات

كشف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة، عن مراقبته الحثيثة لعدد من المؤشرات الخطيرة التي قد تشير إلى احتمالية تحول إنفلونزا الطيور إلى جائحة عالمية جديدة، ويأتي هذا التحذير في وقت سجّلت فيه الولايات المتحدة أول حالة إصابة بشرية شديدة بالمرض في ولاية لويزيانا.

تطورات مقلقة

كشفت مجلة “نيوزويك” أن التحليلات الجينية الأخيرة أظهرت تطورًا خطيرًا في سلوك الفيروس، حيث اكتسب قدرة متزايدة على الانتقال إلى البشر.

وأوضح متحدث باسم فريق الاستجابة لإنفلونزا الطيور في المركز أن هذه التحورات الجينية تعد تذكيرًا صارخًا بقدرة فيروسات A(H5N1) على التطور خلال مسار العدوى البشرية.

ويراقب المركز عن كثب أي تفشٍ للمرض قد يشير إلى انتقاله بين البشر، إذ يعد مؤشرًا حاسمًا على تكيف الفيروس وتطوره نحو الانتشار البشري.

وأضاف المتحدث أن زيادة حالات الإصابة البشرية من الحيوانات المصابة تشكّل علامة إضافية على أن الفيروس يتكيف تدريجيًا للانتقال بشكل أسهل من الحيوانات إلى البشر.

خريطة الانتشار

يكشف الواقع الوبائي الحالي في الولايات المتحدة عن صورة مقلقة، حيث سجّلت السلطات الصحية ما يقرب من 65 حالة إصابة بشرية موزعة على عشر ولايات أمريكية.

وتصدرت ولاية كاليفورنيا المشهد بتسجيلها 37 حالة، ما دفعها إلى إعلان حالة الطوارئ للتعامل مع هذا التهديد الصحي المتصاعد.

وفي آخر تحديث رسمي صدر في 24 ديسمبر، أعلن المركز عن رصد إصابات في أكثر من عشرة آلاف طائر موزعة على 51 منطقة قضائية، ما يعكس حجم انتشار الفيروس في التجمعات البرية.

ويرى الخبراء أن هذا الانتشار الواسع في الحياة البرية يشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، حيث يضع المزيد من البشر في دائرة الخطر المباشر للإصابة.

استجابة طبية واستعدادات وقائية

كشفت “نيوزويك” عن وجود استعدادات طبية متقدمة للتعامل مع أي تطور محتمل في الوضع الوبائي، إذ طوّر المركز بالتعاون مع شركائه لقاحين لفيروس H5N1، وهما في انتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لبدء استخدامهما.

ويعمل المركز حاليًا مع مختلف الجهات الحكومية الأمريكية على وضع خطة شاملة لبرنامج تطعيم واسع النطاق، تحسبًا لأي تطور دراماتيكي في الوضع الوبائي.

وفي سياق متصل، كشف المركز عن تعاونه مع وكالات الصحة العامة الدولية في تطوير ما يعرف بفيروسات اللقاح المرشحة، وهي نسخ معدلة تشبه إلى حد كبير فيروس إنفلونزا الطيور.

وتشير النتائج الأولية للتحليلات المخبرية إلى قدرة هذه اللقاحات على توفير حماية فعالة ضد سلالات الفيروس المنتشرة حالياً في الطيور والحيوانات الأخرى.

تحذيرات الخبراء

في تصريحات لافتة نقلتها “نيوزويك”، حذّر الدكتور مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية والسياسات في جامعة مينيسوتا، من أن “ساعة الجائحة تدق”، داعيًا المسؤولين إلى الاستفادة من الدروس المستفادة خلال جائحة كوفيد-19 في الاستعداد للتحديات المستقبلية.

ويواصل مركز السيطرة على الأمراض مراقبته النشطة لآلاف التقارير العالمية حول إصابات إنفلونزا الطيور في البشر منذ عام 1997، في محاولة لرصد أي تغيرات قد تشير إلى زيادة قابلية انتقال المرض.

ورغم تأكيد المركز أن خطر إنفلونزا الطيور على عامة السكان لا يزال منخفضًا في الوقت الحالي، إلا أن الخبراء يشددون على ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والاستعداد.

نظرة مستقبلية وتدابير احترازية

يؤكد الخبراء، وفقًا لما نقلته “نيوزويك”، أن التحدي الأكبر يكمن في الموازنة بين الحاجة إلى الاستعداد للأسوأ وتجنب إثارة الذعر غير المبرر، فرغم عدم وجود خطط فورية لتقديم اللقاحات للجمهور أو لفئات محددة من السكان، إلا أن الجهود المتواصلة لتطوير وتحسين الاستجابة الطبية تعكس إدراكًا عميقًا لخطورة الوضع المحتمل.

ويشدد المتخصصون على أن الدروس المستفادة من التعامل مع جائحة كوفيد-19 تؤكد أهمية الاستعداد المبكر والتنسيق الدولي الفعّال في مواجهة التهديدات الوبائية المحتملة.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق