باستخدام كبسولة.. تجربة جديدة لاستكشاف أسرار الجهاز الهضمي

Yasmin Mohammed7 يناير 2025آخر تحديث :
باستخدام كبسولة.. تجربة جديدة لاستكشاف أسرار الجهاز الهضمي

رفح الآن-وكالات

تختلف استجابة الجهاز الهضمي في الجسم تجاه الأغذية والمأكولات التي يتناولها الإنسان من فرد إلى آخر، فتجد البعض لا يعانون أي مشكلة في هضم المأكولات الدسمة أو الدهنية، وتجد آخرين يشكون من الحموضة الزائدة مثلًا أو من أوجاع في المعدة وانتفاخات في القولون عند تناول اللحوم أو البقوليات على سبيل المثال.

وقد يسبب تناول السكريات أو النشويات مشكلة لدى البعض، وتؤدي الألبان إلى اضطراب في الهضم لدى آخرين، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”.

ويقول الأطباء وأخصائيو الجهاز الهضمي أن هذه الاختلافات تعود في حقيقة الأمر إلى تباين بيئة القناة الهضمية من شخص لآخر، وكذلك التركيبة المختلفة للميكروبيوم، ويقصد به أنواع الميكروبات والبكتيريا والفطريات التي تعيش بشكل طبيعي داخل الجهاز الهضمي، وتساعد في عملية الهضم.

وفي تجربة علمية غير مسبوقة قام بها فريق من العلماء من جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، تم إطلاق رحلة باستخدام كبسولة داخل الجهاز الهضمي لمجموعة من المتطوعين، بهدف استخلاص النتائج بشأن تأثير اختلاف التركيبة الداخلية للقناة الهضمية على آلية الهضم وامتصاص الغذاء والاستفادة من المغذيات في جسم الإنسان، وكذلك معرفة أسباب اختلاف الاستجابة تجاه نفس الأصناف الغذائية من شخص إلى آخر، حتى يتسنى التوصل إلى حلول طبية لكثير من مشكلات الجهاز الهضمي وكذلك تقديم مجموعة من التوصيات لتحسين آلية الهضم بشكل عام.

وفي إطار التجربة العلمية، ابتلع 50 متطوعًا كبسولة بحجم عقلة الأصبع في أثناء تناول وجبة الإفطار، وأوضح الباحثون أن الكبسولة كانت بطول 26 ملليجرامًا وعرض 13 ملليجرامًا.

وكانت وجبة الإفطار القياسية تتكون من قطعة خبز مع المربى والزبدة، وبيضة مسلوقة ومقدار من الزبادي وبضع حبات من المكسرات وثمار التوت وكوب من الماء. وسافرت الكبسولة عبر المعدة مرورًا بالأمعاء الدقيقة، ومنها إلى الأمعاء الغليظة، وخرجت مع البراز بعد فترة تتراوح ما بين 12 إلى 72 ساعة حسب كل شخص.

وتم خلال الرحلة جمع بيانات عن الحرارة والضغط ومستويات الحموضة داخل القناة الهضمية. وكان أول ما لاحظه الباحثون الاختلافات الكبيرة في بيئة الجهاز الهضمي من شخص لآخر، وكذلك تباين سرعة تحرك الكبسولة داخل القناة الهضمية حسب كل متطوع.

ويقول الباحث هنريك روجار، الأستاذ المساعد بقسم التغذية والتدريبات البدنية والرياضة بجامعة كوبنهاجن، وهو رئيس فريق الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “Nature Microbiology”: “وجدنا على سبيل المثال أن وصول الكبسولة إلى الأمعاء الدقيقة استغرق ساعتين لدى البعض، وعشر ساعات لدى آخرين”، مضيفًا في تصريحات للموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية: “بما أننا نعرف بالفعل أن معظم المغذيات يتم امتصاصها داخل الأمعاء الدقيقة، فإن اختلاف زمن الرحلة في الأمعاء الدقيقة يؤثر على الأرجح على حجم المغذيات التي يتم امتصاصها، والكمية التي تمر إلى الامعاء الغليطة بعد ذلك حيث تبدأ عندئذ مهمة بكتيريا الأمعاء”.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق