الأشجار والألعاب والسفر.. كيف يؤثر عيد الميلاد على البيئة؟

Yasmin Mohammed25 ديسمبر 2024آخر تحديث :
الأشجار والألعاب والسفر.. كيف يؤثر عيد الميلاد على البيئة؟

رفح الآن-وكالات

وصف تقرير لصحيفة “بوليتيكو” العديد من طرق احتفالات عيد الميلاد في الغرب بأنها “الطرق التي يدمر بها هذا المهرجان الاستهلاكي الكوكب”؛ وذلك عبر العديد من الأمور التي يقوم بها المحتفلون، أو الصناعات المغذية للاحتفال، من بينها “شجرة عيد الميلاد”، و”الألعاب”، والتبذير المتمثل في “إهدار الأطعمة” المتبقية من الموائد الاحتفالية، وكذلك السفر بالطائرة.

وركز التقرير على الانبعاثات الكربونية التي تصدر عن هذه العادات الاحتفالية، مُبينًا الضرر البيئي الناتج عنها؛ في وقت تسعى فيه أغلبية دول العالم للوصول إلى الانبعاثات الصفرية من أجل الكوكب.

أشجار عيد الميلاد

في المتوسط، تطلق شجرة عيد الميلاد الطبيعية 16 كيلوجرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون إذا تم دفنها في مكبات النفايات بعد استخدامها. وينخفض ​​هذا إلى حوالي 3.5 كيلوجرام إذا تم تحويلها إلى رقائق خشبية، أو حرقها كحطب للتدفئة.

أمّا الأشجار الاصطناعية، فإن لها بصمة كربونية أكبر بكثير، حيث تنبعث منها في المتوسط ​​40 كيلوجرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وهذا ليس مفاجئًا في الواقع، لأن البلاستيك مصنوع من الوقود الأحفوري.

أيضًا، هناك المبيدات الحشرية؛ حيث تُزرع أشجار عيد الميلاد الطبيعية بسرعة وغالبًا في مزارع أحادية الزراعة، والتي لا يُعرف عنها أنها ملاذ للتنوع البيولوجي. ولحماية هذه الأشجار من الآفات والأمراض، غالبًا ما تُرش عليها المبيدات الحشرية -بما في ذلك مبيد الأعشاب المثير للجدل “الجليفوسات”.

ووفق التقرير، أجرت منظمة Bund الخضراء -منظمة ألمانية غير حكومية- في العام الماضي، اختبارًا على عدد قليل من الأشجار في جميع أنحاء البلاد ووجدت آثارًا للمبيدات الحشرية على غالبيتها.

الألعاب

أمّا بالنسبة لما يوجد تحت شجرة عيد الميلاد، وهي ألعاب الأطفال، يبدو أنها بدورها تحمل مشكلات بيئية عدة.

فوفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة صناعة الألعاب الأوروبية في وقت سابق من هذا العام، فإن نحو 80% من أكثر من 100 لعبة تم اختبارها من قبل تجار تابعين لجهات خارجية عبر 10 أسواق إلكترونية فشلت في تلبية معايير السلامة في الاتحاد الأوروبي.

كما تحتوي بعض المنتجات على أكثر من 13 ضعف الحد القانوني من “البورون”، وهي مادة كيميائية مرتبطة بمشكلات الصحة الإنجابية.

وتعزو منظمة ريادة الأعمال العالمية (TIE) هذا إلى ما وصفه التقرير بـ “ثغرات في نظام سلامة الألعاب في الاتحاد الأوروبي”. مشيرًا إلى أنه “رغم أن الاتحاد الأوروبي لديه أكثر القواعد صرامة فيما يتصل بسلامة الألعاب في العالم، فإن هذه القواعد لا تغطي البائعين من خارج الاتحاد الأوروبي، عندما يتم تسهيل البيع من خلال سوق عبر الإنترنت”.

ووفق البيانات، في عام 2023، كان الاتحاد الأوروبي مستوردًا صافيًا للألعاب من بقية العالم -وفقًا لمكتب الإحصاء الأوروبي- حيث كانت 80% من هذه الواردات من الصين.

أيضًا، كانت جميع تنبيهات المواد الكيميائية الخاصة بالألعاب الصادرة في الاتحاد الأوروبي تقريبًا في عام 2024 تتعلق بمنتجات قادمة من الصين.

التبذير

رغم أن الهدايا والسفر والوجبات باهظة الثمن التي تحتوي على كميات كبيرة من اللحوم هي سمات مشتركة لموسم الأعياد في الغرب، لكن كلها كابوس بالنسبة للمدافعين عن البيئة.

بالنسبة لنفايات التغليف، هناك آلاف الأمتار من ورق التغليف. ووفقًا لمنظمة Repak البيئية غير الربحية، أنتجت أيرلندا حوالي 97000 طن من نفايات التغليف في عيد الميلاد عام 2022.

هناك أيضًا إهدار الطعام. فوفقًا لدراسة أجرتها وكالة التحول البيئي الفرنسية (ADEME) في عام 2022، يتم إعداد 83% من الوجبات بكميات زائدة خلال العطلات.

ولأن استهلاك اللحوم، على وجه الخصوص، يرتفع بشكل كبير خلال فترة عيد الميلاد، يلفت التقرير إلى أن هذا له آثار بيئية خطيرة. حيث تساهم الزراعة بنسبة 40% من انبعاثات الميثان العالمية، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وذلك بفضل الميثان -أحد أقوى غازات الاحتباس الحراري- الذي تتجشأه الأبقار والأغنام.

وبشكل عام، تمثل الثروة الحيوانية ما يقل قليلاً عن 15% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية، وفقًا للأمم المتحدة. وهي نفس الانبعاثات الصادرة عن صناعتي الصلب والإسمنت مجتمعين.

وبالنسبة لسفريات عطلة عيد الميلاد؛ وفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي، فإن الرحلة ذهابًا وإيابًا من لندن إلى نيويورك تنبعث منها أكثر من نصف طن متري من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب. كما ينبعث من الشخص العادي في أوروبا ما يزيد قليلاً على سبعة أطنان مترية من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

بعبارة أخرى، في رحلتي طيران، انبعثت ما يقرب من عُشر الانبعاثات التي ينبعث منها الأوروبي العادي على مدار عام كامل.

وفي مثال آخر، رحلة ذهاب وعودة بين بروكسل وبرلين، يلفت التقرير إلى أن الرقم يقل قليلاً عن 0.18 طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق