درع شعبي لحماية شاحنات المساعدات في وجه الفوضى

Donia Meghieb24 مايو 2025آخر تحديث :
IMG
IMG

رفح الآن- وكالات 

وسط مشهد إنساني مهيب، شكّل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة درعًا واقيًا لحماية شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، بعد انقطاع دام 81 يومًا بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، وتجويع ممنهج استهدف المدنيين في لقمة عيشهم ومقومات بقائهم.

ووصلت نحو 90 شاحنة إلى مخازن ومرافق حيوية كالمخابز، وسط ظروف إنسانية كارثية، إلا أن أبرز ما رافق عملية دخولها لم يكن فقط حجم الاحتياج، بل حجم الوعي الشعبي والوطني، الذي تجلّى في حماية هذه المساعدات من العبث أو النهب، في وقت كان الاحتلال يراهن فيه على تفشي الفوضى وغياب السيطرة.

في بيان رسمي، أعرب المكتب الإعلامي الحكومي عن شكره وامتنانه العميق لأبناء الشعب الفلسطيني، من عائلات ومخاتير ووجهاء وشباب، الذين تحركوا بدافع وطني خالص، لتأمين وصول المساعدات إلى مستحقيها، متحدّين الظروف العصيبة ومحاولات الاحتلال تقويض تماسك المجتمع.

وقال البيان: “نؤكد أن حماية الشاحنات والمساعدات مسؤولية وطنية وأخلاقية جماعية، وأن أي اعتداء عليها يُعد طعنًا في كرامة الجائعين ومساهمة في تعميق الكارثة الإنسانية.”

كما وجّه التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية برقية إشادة عاجلة لشباب العائلات الذين تصدّوا لمحاولات السرقة والنهب، واصفًا موقفهم بـ”الشهم والأصيل”، الذي يُكتب في سجل الفخر الفلسطيني، خاصة في هذه اللحظات الحرجة التي يعيشها القطاع.

وجاء في البرقية: “نشدّ على أيديكم يا أبناءنا الأعزاء، ونحثّكم على الاستمرار في حماية جبهتنا الداخلية، فهذا الحس الوطني هو صمّام الأمان لشعبنا في مواجهة محنته الكبرى.”

الصحفي إبراهيم مقبل أشاد بالحماية الشعبية لشاحنات المساعدات، وبين أنه رغم المجاعة الشديدة، وصلت الشاحنات دون سرقات، في مشهد يعكس وعي الشعب ومسؤوليته الوطنية.  وأشار إلى أن صورة الطوابير المنتظمة تُكذّب الأحكام القديمة وتؤكد نضجًا جماعيًا يبعث على الأمل. التمسك بالحقوق ووجود شعب مدرك لحجم المرحلة يشكلان بداية الطريق نحو النصر، رغم قتامة الواقع.

وتأتي هذه المواقف في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة إبادة جماعية ودمار شامل، جعلت من رغيف الخبز حلمًا ومن شاحنة طحين حدثًا يتطلب حماية خاصة.

رسالة الشارع الفلسطيني كانت واضحة: “لن نسمح بتحويل معاناتنا إلى فرصة للصوص، وسنحمي ما تبقى من كرامتنا، كما نحمي بيوتنا ودماءنا.” بهذا الوعي الجماعي، يخطّ الشعب الفلسطيني فصلاً جديدًا من فصول الصمود، ليس فقط في مواجهة الاحتلال، بل أيضًا في مواجهة الفوضى التي يحاول العدو فرضها بكل الطرق.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
موافق